Text to Search... About Author Email address... Submit Name Email Adress Message About Me page ##1## of ##2## Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sept Oct Nov Dec



404

عذرًا، هذه الصفحة غير متاحة
الصفحة الرئيسية

6/carousel3/التكنولوجيا الحيوية

4/block4/الهندسة الحيوية

4/block4/الزراعة الحيوية

4/block4/الطب الجُزيئي

أحدث المقالات

الإنجذاب والحب والعاطفة لها كيمياء خاصة بالإنسان فما هي؟

0




الأنجذاب والحُب والعلاقات العاطفية، كل هذه المُصطلحات المليئة المشاعر هي بالأخير نِتاج لمجموعة من التفاعلات الكيميائية، وكلما حاول العلماء تسليط الضوء على مُركب أو عنصر بعينه على أنه السبب الرئيسي في كل تلك المشاعر، تبين بعد ذلك أن الموضوع أكثر تعقيدًا مما يبدو عليه. لذلك أولًا يجب أن نعرف ماهية إصطلاح «الكيمياء» وأي كيمياء هي التي نتحدث عنها اليوم؟ ببساطة الكيمياء التي نتحدث عنها اليوم هي كيمياء الحُب، أو بمعنى آخر هي المواد الكيميائية العصبية أو ما يُعرف بـ«Neurochemicals» وهي عبارة عن مركبات يتم تكوينها حيويًا بشكل كبير في الدماغ البشري ولها دور في وظائفه العصبية، كما يقوم الدماغ بلعب دور مهم في توصيل هذه المواد لمُختلف أجزاء الجسم.

وكثيرًا ما نسمع عن مُصطلح «الحُب من أول نظرة» ولكن كيف يصف العلم هذه الواقعة على وجه التحديد؟ الأنجذاب او ما يُعرف بالحب من اول نظرة هو حدث له ثلاث أسباب عندما تختلط معًا ينتج هذا الشعور، وهُم ثلاث مواد كيميائية عصبية يُفرزهم الدماغ: «الـفينيل إيثيل أمين - Phenylethylamine» و«النورأدرينالين - Norepinephrine» و«الدوبامين - Dopamine» أما على المدى البعيد للعلاقات التي تستمر لفترة أطول من الزمن فهي محكومة بنوعين آخرين من الكيماويات العصبية وهم «الأوكسيتوسين - Oxytocin» و«السيرتونين - Serotonin» وسوف نتناول هذه المواد الكيميائية المُهمة على وجه من التفصيل فيما يلي. 

نبدأ مع «النورأدرينالين - Norepinephrine»، وهي مادة كيميائية حيوية تعمل على تحفيز أنتاج الأدرينالين المشهور بقُدرته على زيادة دقات القلب بسرعة شديدة، ويعمل على أفراز النورأدرينالين نوع من الخلايا العصبية في الدماغ البشري يسمى بالـ«خلايا العصبية النورأدرينيه - Noradrenergic Neurons» وتلك النوعية من الأعصاب تُكون نظام مثيل للجهاز الواحد ويُسمى هذا الجهاز العصبي الـ«جهاز النورأدريناليني - Norepinephrine System» وعندما يتم تفعيل ذلك النظام الحيوي تظهر آثار عديدة له على مناطق كبيرة من الدماغ بالتالي يتم تصنيفه على أنه أحد الأنظمة الناقلة للأشارات العصبية «Neurotransmitter System» أستنادًا لأن مُهمته تكمن في نقل «السيالات العصبية - Nerve Impulse» والذي يتسبب بدوره في إحداث سلسلة من تتابعات نقل الشحنات العصبيات بين مُختلف أنواع الخلايا العصبية. وقد لا تُفسَر هذه القدرة للجهاز النورأدريناليني حقيقة أنه مُكون مما يُقارب الـ1500 خلية عصبية بكل جانب من الدماغ البشري، وهو عدد قليل جدًا بالمُقارنة مع الكم الأجمالي لخلايا الأعصاب التي تبلغ 100 مليار خلية عصبية في الدماغ، إلا أن هذا العدد من الخلايا بمُجرد أن يتم تفعيله فأنه يتسبب في آثار بالغة الأهمية على الدماغ ككل. كما أن له تأثير كذلك على المُستقبلات العصبية التي تُعرف بـ«adrenergic receptors» حيث يقوم بتفعيلها ولا يكتفي بهذه النوعية فقط فيؤثر أيضًا على خلايا متنوعة وحسب نوع المُستقبلات تختلف أستجابة الخلية. بالتالي تمكن العلماء من فهم حقيقة أن الجهاز النورأدريناليني يستهدف بشكل رئيسي التأثير على المُستقبلات في الحبل الشوكي ومناطق في الدماغ مثل المِهاد، تحت المِهاد والقشرة المُخية، مما يُسبب بالشعور بالسعادة والأنتشاء ويُقلل الشهية نتيجة للنسب العالية من النور أدرينالين. 

الأن ننتقل إلى «الدوبامين - Dopamine»، وهو نوع من الكيماويات العصبية التي يقوم الدماغ بأنتاجها ليشعر بالأمل والسعادة والمُتعة، مثلما تأكل شئ من الحلوى أو تقرأ كتاب مُحبب. ويؤثر ذلك الهرمون على العمليات الدماغية التي تتحكم في الأستجابات العاطفية كذلك وله دور في الأحساس بالألم، وهو يُشبه كثيرًا «النورأدرينالين - Norepinephrine» في التركيب الكيميائي ويُعتبر مُسبب له كذلك، بالتالي يتأثر الأدرينالين كذلك حال وجود خلل في أنتاج الدوبامين. كما أن هُناك مصادر طبيعية للدوبامين في الغِذاء مثل البروتينات الحيوانية والجوز وبياض البيض، حيث يقوم الجهاز الهضمي بتكسيرهم لأحماض أمينية تتسبب في انتاج الدوبامين فيما بعد، لذلك لو هدفك أن تكون سعيدًا فلن يكون النظام الغذائي النباتي هو أفضل خيار. 

يُعتبر الدوبامين كذلك أكثر الهرمونات غموضًا وغرابه، فأحد العلماء الحاصلين على جائزة نوبل في الطب والفسيولوجيا سنة 2000م يُدعى «أرفيد كارلسون» حصل على هذه الجائزة المرموقة نتيجة توضيحه أن الدوبامين لا يقتصر دوره على أنه مُسبب فقط لأنتاج النورأدرينالين بل أنه يلعب دور كناقل عصبي في حد ذاته، ومن أهم وظائف الدوبامين أنه قادر على تحفيز خمس أنواع من المُستقبلات العصبي ولمعظمهم علاقة بنظام السعادة العصبي «Pleasure System» في الدماغ والذي يقوموا بتعزيز السعادة والمشاعر الأيجابية للأنسان مما يعمل على تحسين أدائه في مختلف وظائفه اليومية. ويُفسر الخلل في انتاج الدوبامين العديد من الأمراض النفسية مثل الأنطوائية، حيث يكون مستوى انتاجه منخفض نسبيًا لدى الأنطوائيين، كذلك بعض الصفات التي تتسبب بها الشيزوفرينيا السالبة مثل الأنسحاب الأجتماعي ولها صلة كذلك بنقص مستويات الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ البشري. 

وأخيرًا وليسَ آخِرًا، يَعمل الفينيل إيثيل أمين «PEA-phenylethylamine» كعامل مُفْرز للنور أدرينالين والدوبامين، ويَتمّ إنتاج الفينيل إيثيل أمين بشكل يفوق الطبيعي عندَ أول إنجذاب عاطفي يَحصل للإنسان، وبالتالي يَنْتُج عنه مشاعر واحاسيس غريبة. هذه الكميات الكبيرة من الفينيل إيثيل أمين، تُحَفّز أيضًا إفراز الدوبامين- الموجود بالشوكولاته والذي يسبب الإحساس بالسعادة والنشوة- وبالتالي يحصل الجسم على مايحتاجه من الطاقة الجسدية والعاطفية. مِنَ المُتعارف عليه أن تناول الشوكولاته يُحسّن المزاج ويزيد مستوى السعادة، وتؤكّد بعض المصادر أنّ سبب ذلك الشعور هو وجود الفينيل إيثيل أمين بالشوكولاته وبتراكيز عالية. لكن في المقابل، نحن نعلم أنّ الدوبامين هو السبب الرئيسي وراء ذلك الشعور! فما هي حقيقة الأمر؟ الدوبامين أم الفينيل إيثيل أمين؟

تقوم إنزيمات الجهاز الهضمي المختلفة بهضم الفينيل إيثيل أمين الموجود بالشوكولاته بشكلٍ سريع، لكنّ تراكيزه العالية لا تصل للدماغ، وبالتالي؛ فإنّ شعورك باللذة ماهو إلا نتيجة لإحساسك بمذاق السُّكر في المقام الأول وليس بسبب تركيز الفينيل إيثيل أمين. جديv بالذّكر، أنّ مستويات الفينيل إيثيل أمين تتواجد بكميات كبيرة في الجُبنة والسجق (النقانق)، لكنها لا تتمتع بعلاقة كيمياء الحب! مُقارنةً مع الآخرين، فإنّ الفينيل إيثيل أمين يعمل كمحور عصبي «Neuromodulator» أكثر منه كناقل عصبي «Neurotransmitter». عند ازدياد مستويات الدوبامين خارج الخلايا، فإن الفينيل إيثيل أمين يبدأ بتنظيم الانتقال النور أدريني «Noraderengic transmission»، وبالتالي فإننا نستطيع القول أن الفينيل إيثيل أمين يُساهم في تنظيم العامِلَيّن الآخريّن، ولم تتضح بعد التقنية المُتّبعة في ذلك.

نستطيع القول عندما يُفرز في الدماغ فإنّه ينتقل للحويصلات القبل عصبية «Presynaptic Vesicles» والتي تأخذُ عادةً المكان الذي يملؤه الدوبامين، مما يؤدي لزيادة إفراز الدوبامين الحُرّ والغير مُقَيّد والقائم بدوره على تحفيز نقل الدوبامين «dopaminergic transmission» إذًا، لا نَشّعرُ بِكيمياء الحب وتلك المشاعر الجميلة إلا عند اتحاد هذه المكوّنات الثلاثة.

ترجمة: أحمد مُسعد | تدقيق: حسن خرّوب  | إعداد: مريم الخطيب