الآن بإمكان حفظ البيانات والمعلومات على الحمض النووي ولملايين السنين
• الآن بإمكان حفظ البيانات والمعلومات على الحمض النووي ولملايين السنين
عندما نفكِّر في أهم إرث للإنسان، فإن أقوى رسالة لنا هي ترك مليارات المعلومات المتعلقة بِنَا للأجيال المقبلة. وتعجز أجهزة حفظ المعلومات المستخدمة حاليًا مثل الـ«USB» أو «Hard Discs» على الاحتفاظ بهذا الكم الهائل من المعلومات، وهي قابلة للتلف بسهولة. لذا ولحسن الحظ، صنع العلماء كبسولات «DNA» قادرة على حفظ المعلومات بأمان لأكثر من مليون سنة، ويعلم الباحثون بأن الـ«DNA» يعد الحافظ المثالي للمعلومات. ونظريًا، فإن جرام واحد من الحمض النووي له القدرة على حفظ 455 اكزابايت، ما يعادل مليار جيجابايت وهي كافية لحفظ معلومات «Google» و«Facebook» بالإضافة إلى معلوماتنا جميعًا.
وتعتبر طريقة حفظ المعلومات في الحمض النووي عملية بسيطة، حيث يعمل الباحثون على برمجة القواعد النيتروجينية «A» و«C» إلى صفر في نظام العد الثنائي، أما القواعد «T» و«G» تبرمج إلى واحد. لكن أراد الباحثون معرفة الوقت الذي من الممكن أن تبقى هذه المعلومات محفوظة فيه. إن الحمض النووي قادر على الحفظ لمدة طويلة بكل تأكيد، استطاع الباحثون سنة 2013 أن يتعرفوا على تسلسل الشيفرة الوراثية لعظام حصان لها أكثر من 700,000 سنة. لكن يجب أن تُحفظ في ظروف خاصة وسوف تتلف إذا تعرضت لظروف البيئة. واكتشف الباحثون طريقة الحفظ المناسبة للبيئة التي يحتاجها الحمض النووي وهي الحافظات الزجاجية. وقارنوا هذه الطريقة بطرق حفظ وتغليف أخرى عن طريق تعريضهم لحرارة ما بين 60 إلى 70 درجة مئوية، حيث تحلل الحمض النووي كما يحدث عادةً بعد مئات السنين، ولكنهم وجدوا باستخدام محلول الفلور أنهم يستطيعون استخلاص الحمض النووي وقراءة تسلسله بسهولة.
يتوقع الباحثون بأن تخزين البيانات داخل الحمض النووي على حرارة -18 درجة مئوية سيؤدي إلى حفظها لأكثر من مليون سنة، ومثال ذلك حفظها في «قبو سفالبارد العالمي للبذور» حيث من الممكن أن تبقى المعلومات لمدة 2000 سنة إذا تخزنت على -10 درجة مئوية وهي متوسط درجة حرارة الجو في أوروبا. الصعب في هذه العملية هو أن تتم قراءة هذه البيانات بطريقة مناسبة لتستطيع الأجيال المقبلة اختراقها. على الرغم من التقدم التكنولوجي إلا أنه توجد أخطاء تحصل في تسلسل الحمض النووي. وأيضًا توجد مشكلة أخرى يصعب حلها وهي ارتفاع تكلفة حفظ المعلومات في الحمض النووي- إن تشفير 83 ألف قاعدة يكلّف 1500 دولار. نأمل أن تقل التكلفة مع التحسن في كتابة البيانات للحمض النووي. وفعلًا حفظ العلماء كتبًا في الحمض النووي، وكتبت فرقة «OkGo» كلمات ألبومها الجديد على الحمض النووي. تخيلوا لو أننا فَنِينا من الأرض فسوف نبقى على شكل منشورات على الفيسبوك!
إعداد: نور ملكاوي | تدقيق: طه أحمد | ترجمة: خلود المهدي