Text to Search... About Author Email address... Submit Name Email Adress Message About Me page ##1## of ##2## Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sept Oct Nov Dec



404

عذرًا، هذه الصفحة غير متاحة
الصفحة الرئيسية

6/carousel3/التكنولوجيا الحيوية

4/block4/الهندسة الحيوية

4/block4/الزراعة الحيوية

4/block4/الطب الجُزيئي

أحدث المقالات

الى أين يرجع منشأ وباء الإيدز؟

0




علي الأغلب فقد فكرت في العلاقات الجنسية المحرمة بين الأقارب أو المثليين بعد قرائتك لهذه الكلمة العريضة تليها علامة التعجب، ولكن هل هذه الأسباب هي منشأ مرض الإيدز فعلا؟ تتبع العلماء منشأ الإيدز حتى توصلوا إلي مدينة «كينشاسا – Kinshasa» في 1920 والمعروفة حاليًا باسم «جمهورية الكونغو الديموقراطية» حيث قال فريق من العلماء الدوليين بأن «عاصفة كبيرة من التعداد السكاني وممارسة الجنس سمحت للـHIV بالإنتشار» ولمعرفة أصل الوباء استخدم العلماء علم الآثار الفيروسي؛ حيث تم استخدام عينة محفوظة من الشفرة الوراثية للـHIV مع أدلة تشير إلي عشرينات كينشاسا.

وقد جاء في تقريرهم أن تفشي العلاقات الجنسية الغير مُنضبطة، والزيادة السكانية المتسارعة والإبر الغير معقمة المستخدمة في العيادات علي الأغلب قامت بنشر الفيروس. بعد تفشي الوباء في 1980 حاز الفيروس علي الانتباه العالمي وذلك بعد إصابة حوالي 75 مليون شخص به، ولكنه معروف قبل ذلك بفترة طويلة في افريقيا. وقد حاول فريق من جامعة «اوكسفورد – oxford» وجامعة «لوفان-Leuven» تشكيل شجرة عائلة لفيروس الـHIV للغستدلال على منشأه. لذا قام الفريق بتحليل الطفرات في الشفرة الوراثية للـHIV وقد قال البروفيسور «أوليفر بايبس - Oliver pybus» أنه «يمكننا أن نرى أثار أٌقدام للتاريخ في الجينوم اليوم، حيث يوم الفيروس بترك أثر عن طريق الطفرات في الجينوم الخاص بالبشر والتي لا يمكن القضاء عليها، ومن خلال قراءة هذه العلامات الناتجة عن الطفرات؛ تمكن فريق الباحثين من إعادة بناء شجرة العائلة وتعقب جذورها».

الـHIV هو نسخة مُطَفّرة من فيروس يصيب الشامبانزي، والمعروف بأسم«فيروس نقص المناعة القردي - simian immunodeficiency virus» ولربما جاء عن طريق التعامل مع دماء ولحوم الحيوانات الداغلة. حيث قام الفيروس بالقفز بين الانواع (cross-species jump) على عدة مراحل وإحدى هذه المراحل قد أدى إلى ظهور فيروس HIV-1 وهي مجموعة فرعية من فيروس نقص المناعة الخاص بالقرود والذي نجم عنه اصابة الآلاف في الكاميرون، ومن ثم فقد ظهرت مجموعة فرعية من فيروس HIV-1 المُنحدر من العائلة الرئيسية والذي أصاب ملايين الأشخاص حول العالم، وبالتالي بعد جيلين فقط من الفيروسات عن الجيل الأصلي تسببت الطفرات المتنوعة في تحول الفيروس من اصابة القرود لأصابة البشر.

وللإجابة عن سؤال لماذا حدث هذا؟ تقبع خلف فترة أفلام الأبيض والأسود ونهايات الإمبراطوريات الأوروبية. ففي العشرينات كانت «كينشاسا-Kinshasa» جزء من الكونغو حاليًا ويقول البروفيسور أوليفر إن «تزايد أعداد العمال الذكور وتوجههم للمدن أدى إلى اختلال التوازن بين أعداد الذكور والإناث بنسبة وصلت إلى 1:2 والذي أدى بدوره إلي إنتشار تجارة الجنس»، وأضاف البروفيسور أن «هناك طريقين أساسيين للمساعدة في الحد من هذا الانتشار؛ الأول بالحملات الصحية العامة والتطعيمات المختلفة من الأمراض المعدية، والأمر الأخر المثير للإهتمام هي شبكة المواصلات التي سمحت للملايين بالإنتقال حول العالم». إن هذه العاصفة استمرت لعدة عقود في كينشاسا، ولكن عند إنتهائها كان الفيروس قد بدأ بالانتشار حول العالم بالفعل. وتأتي مُلاحظة مثيرة للدهشة بأن الحالات المصابة بالمجموعة الفرعية الثانية من فيروس HIV-1 والمعروفة بالمجموعة «M» تتحسن بنسبة أكبر بكثير من تأقلم الفيروس وتكيفه للإنتقال والنمو داخل البشر.

وقال الدكتور «اندرو فريدمان – Andrew freedman» باحث في الأمراض المعدية من جامعة كارديف أن «الدراسة مُثيرة جدًا للإهتمام لتوضيحها كيف انتشر فيروس الـHIV في الكونغو قبل أن تتم معرفة وملاحظة وباء الإيدز في بداية الثمانينيات وقد كان من المعلوم مُسبقًا أن مرض الإيدز جاء للبشر عن طريق نقل الشامبنزي من تلك المنطقة في افريقيا، ولكن هذه الدراسة التي تبحث بإسهاب عن انتشار الفيروس من كينشاسا كانت حقًا جديرة بالقراءة».


ترجمة: أحمد مسعد | تدقيق: إيمان أحمد | إعداد: عبدالرحمن محمد، أسماء وحيد