Text to Search... About Author Email address... Submit Name Email Adress Message About Me page ##1## of ##2## Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sept Oct Nov Dec



404

عذرًا، هذه الصفحة غير متاحة
الصفحة الرئيسية

6/carousel3/التكنولوجيا الحيوية

4/block4/الهندسة الحيوية

4/block4/الزراعة الحيوية

4/block4/الطب الجُزيئي

أحدث المقالات

ذكريات سعيدة مُصطنعة ربما تكون السلاح القادم ضد الاكتئاب

0



ذكريات سعيدة مُصطنعة ربما تكون السلاح القادم ضد الاكتئاب


• ذكريات سعيدة مُصطنعة ربما تكون السلاح القادم ضد الاكتئاب

إنّ حثّ الشّخص المُصاب بالاكتئاب على البقاء إيجابيًّا من خلال تذكُّر الأشياء الجيّدة في الحياة ليس من المُرجّح أن يكون مُفيدًا؛ لأنّ الاكتئاب يمنع الوصول إلى الذّكريات السّعيدة، ولكن ماذا لو استطعنا خلق هذه الذّكريات بطريقة مُصطنعة للسّماح ببعض التّفكير الإيجابيّ؟ تُشير الدّراسة إلى إمكانيّة هذا بالفعل، على الأقلّ في الجُرذان. لحسن الحظّ أنّ علم نفس وعلم وظائف أعضاء القوارض مُتقارب جدًّا مع البشر، ولو تمكّننا من تنفيذ ما نجح مع الجرذان على البشر لكانَ حلًّا مُبهرًا للقضاء على العديد من حالات الاكتئاب. إنّ الاكتئاب المَرَضيّ مُختلف عن نوبات الحُزن المؤقّتة، إنّه اضطرابٌ نفسيٌّ شائع يُشخّص عن طريق مُلاحظة أعراض مُعيّنة، كسوء المزاج المُستمرّ، الشّعور الدّائم بالحزن، وفقدان الاهتمام بكلّ شيء، عدا عن آثاره السّلبيّة على النّوم وجوانب أخرى عديدة من حياة المريض، بما في ذلك سلوكيّات المُكافأة كالطّعام.

يؤثّر الاكتئاب على صغار البشر والبالغين منهم، والسّلوك العامّ المُصاحب للاكتئاب من الممكن أن يُشاهد في الحيوانات أيضًا، لكن بالطّبع ضمن حدودٍ؛ فعلى سبيلِ المثال يتمّ تشخيص الاكتئاب لدى البشر بفقدان المريض للأمل ووجود أفكار انتحاريّة، وهذا بالتّأكيد لن يحدث عند الحيوانات، لكننا نُلاحظ لديهم قلّة اهتمام، فنرى أنّ اكتئاب القوارض مثلًا يُفقِدُهُم الاهتمام بالسُّكّر. دراسة الاكتئاب على النّماذج الحيوانيّة هامّة جدًّا، تُساعدنا في محاولة فهم الأسس البيولوجيّة والفيزيولوجيّة والجينيّة لهذا المرض، وهذه الدّراسة الجديدة توضح أنّ إعادة تنشيط خلايا المخّ صناعيًّا تُقلّل الاكتئاب إلى درجة كبيرة في الجرذان، علمًا أنّ هذه الخلايا تنشُط عادةً بشكلٍ عفويّ في المواقف الإيجابيّة. قامَ العُلمَاءُ باستخدام «علم البصريّات الوراثيّ – Optogenetics» إذ تمّ تعديل خلايا مُعيّنة في المُخّ لتُصبح حسّاسة للضّوء، وبعد ذلك قاموا بتفعيلها مُستخدمين شحنات ضوئيّة، وتمّ استخدام الجزيئات الحسّاسة للضّوء من أجل معرفة أيّ الخلايا تحديدًا تتفعّل في المواقف المتنوّعة الّتي تتعرّض لها الحيوانات. لقد تمّ اختيار منطقة دماغيّة تُدعى: «الحُصين – Hippocampus» لتتأثّر ضوئيًّا وبالتّحديد منها «التّلفيف المُسنّن – Dentate gyrus» المسؤولة عن تخزين ذكريات جديدة وتكوين الشّهية، تقوم بتسجيل خبرات إيجابيّة وسلبيّة.

استحثّ الباحثون بدايةً حالة اكتئاب لبعض ذكور القوارض عبر تعريضهم لضغوط متكرّرة ومنعهم من الحركة بطرق مختلفة كإمساكهم من الذّيل، ثمّ عرّضوهم لثلاثة مواقف وهم الإيجابي: وضعهم في قفص مع أنثى، سلبي: منعهم من الحركة في قفص، مُتعادل: وضعهم في قفص فارغ. وسجّلوا أيًّا من خلايا المخّ قد نشطت في كلّ من المواقف الثّلاثة، بعدئذٍ استخدموا شحناتٍ من الضّوء ليُفعِّلوا الخلايا الّتي حدّدوها، ووجدوا أنّ إعادة تفعيل خلايا التّلفيف المُسنّن الّتي كانت نَشِطة في الموقف الإيجابيّ جعلت الجرذان تهتمّ بالسّكر ثانيةً، ما يعني انتهاء حالة الاكتئاب. والمُدهش في ذلك –خصوصًا لعلماء وباحثي الذّاكرة– هو نجاح تفعيل الذّكريات الإيجابيّة صناعيًّا وليس إعادة التّعرُّض للمواقف الإيجابيّة في حلّ مُشكلة الاكتئاب، أيّ أنّ إعادة وضع الجرذان في قفص مع الإناث لم يُخلِّصهم من الاكتئاب، إنّما إعادة تفعيل الذّكرى الّتي لا يُشترط كونها قديمة فغالبًا ستسجّل كتجربة جديدة، ويبدو أنّ إعادة تنشيط شبكة عصبونات مُرتبطة بتجربة إيجابيّة سابقة –ليست ذات التّجربة– قد أنهت الاكتئاب. تُرى هل يُمكن تطبيق هذه النّتائج على البشر أيضًا؟ لن يكون ذاك على الفور طبعًا، لكنّ الأمل موجود، وعلى سبيل المثال فقد أظهرت الدّراسات السّريريّة أنّ العلاجات المعرفيّة السّلوكيّة باستخدام صور ذهنيّة إيجابيّة، أو إعادة هيكلة الطّريقة الّتي تمّ بها تفسير التّجارُب السّابقة قد يكون مُفيدًا. يتمّ حاليًّا دراسة العلاقة بين الذّكريات الشّخصيّة والاكتئاب تجريبيّاً، وهذه الدّراسة تُثبت بشكلٍ حاسم أنّ مُعالجة الاكتئاب باستخدام وسائل خارجيّة ومصطنعة للسّماح بالوصول إلى الذّكريات الإيجابيّة سيغدو لا غنىً عنه، وقد بدأ استخدام علم البصريّات الوراثيّ فعلًا على البشر بحيطة وحذر، غير أنّ ما لا يُمكن تخيّله أنّ تلك المُنبّهات الخارجيّة والصّناعيّة من المُمكن أن تكون مجرّد شحنات ضوئيّة. على أيّة حال لقد وضِعَت لَبِنة هامّة ليس فقط في فهم آليّة الاكتئاب بل في فهم أساليب العِلاج، وبالطّبع نحن بحاجة لإجراء مزيد من البحوث والتّجارب للوصول إلى رؤية أوضح في هذا المنحى.


إعداد: نِـهال عامـر حلبـي | ترجَمة: أحمـد مُسـعد | تدقيق: إيمـان أحمـد