أوّل تفش لفيروس شلل الأطفال في إفريقيا منذ عام كامل
• أوّل تفش لفيروس شلل الأطفال في إفريقيا منذ عام كامل
فى العشرين من يوليو/ تمّوز أُصيبَ شابٌّ ذو تسعةَ عشرَ ربيعًا من غينيا بالشّلل، تمّ نقلهُ إلى مدينة باماكو عاصمة جمهوريّة مالي بحثًا عن العِلاج حيثُ تأكَّد انتشار مرَض شلل الأطفال. إنّ الفيروس الّذي أصيب به مُشابه للفيروس المسؤول عن تفشّي المرض بغينيا في أغسطُس 2014 م، ممّا يُشير إلى احتماليّة أنّ السّلالة قد كانت تنتشر على مدى العام. وستعمل الآن السّلطات الصّحّيّة في كلٍّ من مالي وغينيا إلى جانب مُنظّمة الصّحّة العالميّة والمُبادرة العالميّة لاجتثاث شلل الأطفال على تحصين المناطق الفقيرة وتوفير اللّقاح فيها، فبينما كانت إفريقيا خالية من فيروس شلل الأطفال لعام كامل ما يزال هناك ضحايا لـ فيروس شلل الأطفال المُشتقّ من اللُّقاح، هذه النّسخة من الفيروس تنشأ من اللُّقاح الفمويّ الّذي يحتوي على نُسخة حيّة ضعيفة من «فيروس شلل الأطفال – The Poliovirus»؛ إذ يكتسب متلقّي اللُّقاح مناعةً دون الإصابة بالمرض، لكنّه يُفرِز الفيروس في البُراز لمدّة زمنيّة قصيرة، الفيروس غير قادر على إصابة الآخرين بالمرض غيرَ أنّ بإمكانه الانتقال للبشر ومنحهم مناعة سلبيّة، وفي حالاتٍ نادرة قد يتحوّر الفيروس ويصبح مُعديًا ثانيًة.
هُناك نمطٌ قابل للحقن من لقاح شلل الأطفال يحوي فيروساتٍ مُعطّلة بدلًا من الفيروسات الحيّة، وبذلك نتوخّى خطر التّحوّر إلى VDPV، إنّما ذلك لا ينفي الحاجة إلى وجود ممرِّضات مُدرّبات وبيئة نظيفة للقيام بالحقن، وهي أمور قد لا تتوفّر دومًا في الدّول النّامية! عدا عن أنّ تكلفته تفوق تكلفة اللُّقاح الفمويّ بخمس مرّات ما قد يُشكِّل عبئًا في حملات تطعيم أجزاء كبيرة من دولةٍ ما خلال فترة زمنيّة قصيرة. لعلّ أحدث تفشٍّ للفيروس بسرعة وسهولة ناجم عن انخفاض المُراقبة وانخفاض مناعة السُّكّان بعد أزمة انتشار فيروس إيبولا غرب إفريقيا مؤخّرًا. تُعاني كُلّ من مالي وغينيا مشاكلًا في توفير اللّقاحات، نسبة توفُّر اللُّقاح عام 2014 م حوالي 84% لكنّه انخفض عام 2015 م إلى 63% ونسبة التّغطية انخفضت من 63% عام 2013 م إلى 42% عام 2014 م. هذه الأخبار قد وصلت بعد العثور على حالات جديدة في أوكرانيا، وهي أوّل حالة إصابة بشلل الأطفال في أوروبّا منذ خمس سنوات! وكما مالي وغينيا، أوكرانيا أيضًا تُعاني انخفاضًا في كمّيّات اللُّقاح المتوفّرة ممّا جعل مواطنيها أكثر عُرضةً للإصابة بفيروس شلل الأطفال.
إعداد: نِهال عامر حلبي | ترجَمة: آلاء أحمد | تدقيق: أحمد مُسعد
