تقنية تُساعد على التفريق بين التوائم المُختلفة بالـDNA
• تقنية تُساعد على التفريق بين التوائم المُختلفة بالـDNA
قد تنطبق جُملة «لا شئ مُطْلَق بَلْ الكُل نِسبي» علي كل شئ بما فيها ثوابت العلوم، لأننا كل يوم نكتشف معلومة جديدة تنفي مبدأ أثبتته معلومة قبلها بكام سنة، هنتكلم النهاردة عن المعلومات الوراثية اللاجينية أو الفوق وراثية كما يطلق عليها الـ«Epigenomes»، تلك الجملة في البداية كانت لأن وحتى فترة قريبة كان العلماء يحصرون إنتقال الصفات الوراثية من الآباء للأجيال الجديدة علي الجينات فقط، لكن إكتشفوا أنّه توجد مكونات أخرى تتحكم في ذلك وهي الـ«EPI-GENOMES». نعلم كلنا أن الـ«DNA» عبارة عن خيوط ملفوفة حول بروتينات تسمى الهيستون«Histone» والحمض الوراثي والهستونات يتم عليهم تعديلات يمكننا القول أنها تعديلات خارجية، لأنها لا تتدخل فى تركيب أو تسلسل الحمض النووى نفسه بمواد كيميائية مثل الميثيل «CH3» والأسيتيل (مركبات عضوية)، و تلك التعديلات تندرج تحت مُسمى الـ«Epigenome» والذي يمكننا تسميته بالوراثة اللاجينية.
ترجمة كلمة «epi» تعني «فوق» والترجمة المناسبة لها هي «اللاجين» لأن مكوناتها ليست من مكونات الجين ولكنها مُضافة إليه ولها إستخدامات تتحكم في وظيفته، مثال مجموعة الميثيل «CH3» الميثيل يضغط الـ«DNA» عند جزء معين وبالتالي يجعل هذا الجزء «Silent» أى غير قابل للترجمة إلى بروتين، وهكذا إنطفئ هذا الجين وكأنه غير موجود، اسم تلك العملية هو «إسكات الجين ــ Gene Silencing»، علي النقيض «مجموعة الأسيتيل ــ Acetyel» مسئولة عن تشغيل الجينات المُعطّلَة وهى عكس الميثيل. بعد ما تحدثنا عنه، لابد أن تنتقل الـ«epigenomes» إلى الأجيال الجديدة مثل الجينات، وهذا يتم بطريقة معينة تقوم بها الخلية بعد إندماج الأمشاج في عملية الإخصاب؛ بأنها تمسح تلك المعلومات اللاوراثية حتى تجعل الخلية عند نقطة الصفر، فتتمايز أثناء نموها إلى خلايا مختلفة، تسمى تلك العملية بـ «إعادة برمجة ــ Reprogramming».
كيف نستطيع إثبات أن المعلومات تلك الوراثية اللاجينية لها دور فى صفات الأجيال، وتنتقل من الأم إلى الجنين؟!، يوجد نقطتين هامتين جدًا، أولًا: التحكم بشكل حازم جدًا في أي تغير في الجينات، كي يصبح الأمر معلوم حين، تظهر صفة جديدة، أنها من الـ«Epigenome»، ثانيًا: لو ظهر أي تغير غير منسوب إلى الجينات، ولكنه منسوب بدوره للـ«Epigenome» أستطيع أن أثبت إنّه يتنقل حتى الجيل الرابع، ولو قمنا بإفتراض أن الأم هي الجيل الأول والجنين هو الجيل الثاني والأمشاج الخاصة بالجنين هي الجيل الثالث وهكذا، وإذا قمنا بمقارنة نسب حدوث تغيرات فى كلٍ من الجينات والـ«Epigenome» سنجدها أسرع فى الـ«Epigenome» وبالتالي التطور في الصفات بسببها يصبح أكبر، في النهاية مُهم أن نوضح أنّ الوراثة اللاجينية والمواد الكيميائية التى تتحكم بها تتغير بتغير البيئة المحيطة للإنسان مثل العادات الغذائية، والضغوط النفسية، ...إلخ، حيث يصبح مُتأقلم بشكل أكبر مع تلك التغييرات، وهذا من فضل الله علينا.
ترجمة: أسماء سعيد | تدقيق: هبة مطاوع | تصميم: أفنان أبوزيد | إعداد: أسماء وحيد