أيهما أفضل الخلايا الجذعية الجنينية أم المُصنعة؟
منذ عام 1998م حتى عام 2007م كانت معرفتنا بالخلايا الجذعية تقتصر على كونها الخلايا الجنينية البشرية؛ تلك التي لها القدرة على التحول إلى أي نوع آخر من الخلايا في الجسم. ظل هذا الأمر قائمًا لحين اكتشاف العالم العظيم «شينيا يامنكا - YamanakaShinya» كيفية تحويل الخلية الجسدية البالغة إلي خلية جذعية محفزة (مصنعة)، الاكتشاف الذي حصل لأجله علي جائزة نوبل. وعليه يمكن للعلماء برمجة أي نوع تقريبًا من الخلايا الجسدية البالغة مثل خلايا الجلد أو خلايا الدم وتحويلها لخلية جذعية محفزة أو مصنعة. من هنا، أضرم هذا الاكتشاف صراعًا وجدلًا طرح العديد من الأسئلة؛ منها هل الخلايا الجذعية الجنينية أفضل أم الخلايا المحفزة (المصنعة)؟
هل يستطيع النوعين القيام بنفس الوظائف أم أن هناك اختلافًا بينهم؟ عند تحويل الخلية الجسدية البالغة إلى خلية جذعية محفزة، هل سيتأثر محتواها الجيني وبالتالي وظائفها؟ وتكمن الصعوبة في الإجابة علي تلك الأسئلة، أنه من الصعب مقارنة خلية جذعية جنينية بخلية محفزة لاختلاف مصدر كل خلية وبالتالي اختلاف المحتوي الجيني لكليهما. وللوقوف على الأمر، قرر العلماء توحيد المصدر باستخدام خلايا متماثلة جينيًا. للقيام بذلك، حولوا خلية جذعية جنينية إلي خلية جسدية عادية ومن ثم تحويلها إلي خلية جذعية محفزة. وبمقارنة تسلسل الحمض النووي للخلية الجنينية قبل تحويلها إلي خلية جلد وخلية الجلد بعد تحويلها إلي خلية جذعية محفزة أو صناعية. اتضح أن هناك اختلاف فعليًا في حوالي 50 جين من أصل 200,000 جين مكون للجينوم البشري.
ويعتقد «بارك - Peter Park» باحث الدكتوراه والمشارك في الدراسة أن الخمسون جينًا المختلفة ليس لها تداعيات بيولوجية ولا تعدو كونها مثل نتوءات علي أرض مسطحة ، والدليل علي ذلك أن كلا النوعين لهم نفس القدرة علي التحول لخلايا عصبية. وعليه يمكننا القول أن الخلايا الجذعية الجنينية تكافئ الخلايا الجذعية المصنعة؛ إلا أن العلم لم يتوصل إلي استبدال الخلايا المصنعة بالخلايا الجنينية نهائيًا في كل التطبيقات.
ترجمة: أسماء سعيد | مراجعة: آلاء شريف | إعداد: رانيا محمد زاحم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.