دِماغٌ بشريٌّ مُصغَّر صُنِعَ في المُختبر
• دِماغٌ بشريٌّ مُصغَّر صُنِعَ في المُختبر
تتّجهُ آمالُ الباحثينَ بعدَ نجاحِهم في تصنيع أدمغة بشريّة مُصغّرة في المُختبر ودراسة بعض الاضطرابات العصبيّة النّادرة نحو إيجاد وسيلةٍ لفهمِ الاضطرابات العصبيّة الأكثر شيوعًا كالانفصام والتّوحُّد، والّتي أثبتت الأبحاث أنّها تنتج عن عيوبٍ تُصيب الدِّماغ أثناء نموّه، حيثُ غدا بالإمكان استبدال فئران التّجارُب في الأبحاث الدّوائيّة واختبار العلاجات الجديدة على تلك الأدمغة المُصغّرة كونها تُشكِّل نسيجًا دماغيًّا حقيقيًّا. يُعدّ الدّماغ البشريّ واحدًا من أكثرِ البُنى تعقيدًا في الكون، هذا ما دفعَ العُلماء في «معهد التّقانة الحيويّة الجزيئيّة – Institute of Molecular Biotechnology» التّابع للأكاديميّة النّمساويّة للعلوم إلى إعادة إنتاج بعض المراحل المُبكِّرة لتطوُّر هذا العضو معمليًّا مُستخدمين في تخليقهِ إمّا خلايا جذعيّة جنينيّة، أو خلايا جلديّة من بالغين لإنتاج جزء من الجنين يتطوّر بعد ذلك إلى نسيجٍ عصبيّ يتمايز إلى دِماغ أو نُخاع شوكيّ. توضع الخلايا في مادّة هُلاميّة حتّى تأخُذَ هيئة النّسيج، ثمّ يتمّ وضعها في مُفاعلٍ حيويّ كي يزوِّدها بالغذاء والأوكسجين اللّازمين لنموّها، ويصِل النّسيج إلى أقصى حجم مُمكن بعدَ إتمام شهرين، صحيحٌ أنّه قد يعيش عامًا كاملًا لكنّ حجمهُ لن يزداد بعد أوّل شهرين من النّموّ، وبالطّبع لا يخترق الغذاء والأوكسجين هيكل هذا الدّماغ لعدم وجود إمداد دمويّ. لقد بلغَ الدِّماغ المُصنّع مخبريًّا حجم حبّة البازلّاء، ووصلَ إلى مستوى تطوّر دِماغ الجنين البالغ من العمر تِسعة أسابيع، إلّا أنّه غير قادر على التّفكير! إنّ النّتائج الّتي نُشِرَت كانت رائعةً مُذهلةً، ووفقًا للعُلماء –عُلماء الأعصاب تحديدًا– هذه العمليّة لا تمسّ الجانب الأخلاقيّ بشيء وليس عليها أيّة مشاكل حتّى الآن.
إعداد: نِـهال عـامر حلبـي | ترجَمة: سـحر إمـام | تدقيق: هبـة مطـاوع | تصميم: عبـد العزيـز السّـايح
