دراسة تتعرف على الخلايا العصبية المؤثرة على إدمان الكحول
الكثير من مدمني الكحول يرددون عبارة «سأتناول مشروب واحد فقط»، ولكنهم في الأصل يخدعون أنفسهم. فمن الجيد رؤية الكثير منا يملك الإيمان أو قوة الإرادة لرفض تناول مشروب واحد. ولكن كيف يكون سلوك مدمني الكحول؟ بدأ العلماء في فهم هذه القصة؛ عن طريق اكتشافات من الممكن أن تفتح طرق للبحث عن علاج، وهذا ليس ببعيد؛ لأن فريق البحث قد اكتشف أن جزءً من المستقبلات العصبية «D1» توجد في علاج يقلل استهلاك الكحوليات في الفئران، لكن هذا لا يحدث إذا كان المُستقبل العصبي «D2» غير مثار. وقد صرّح «وانغ - Wang» الباحث في الدراسة: «أن أقصى أهدافي أن أفهم كيفية عمل مخ المدمن، وبمجرد معرفتها سنستطيع تقليل رغبة تناول مشروب آخر ونوقف إدمان الكحول».
وتبعًا لبحث جديد فإن الكحوليات تغير في تركيب ووظيفة مجموعة من خلايا المخ، والتي من المعروف تحكُمها في التصرف مباشرةً، وأخيرًا فإن هذه التغيرات تجعل الخلايا مثارة بصورة أكبر وترسل إشارات، والتي تجعلها مستحثة بالكثير من الكحوليات. وقد تم هذا الإكتشاف من قبل نفس فريق البحث بحيث أنهم قد استكملوا عمل كانوا قد بدؤا فيه من قبل، وقد وجدوا أن الكحوليات تقوم بتيسير عملية عصبية مهمة في خلايا توجد بجزء من المخ يسمى «Dorsomedial Striatum-DSM»، وهذه العملية تسمى المرونة المتشابكة، فهي تتضمن تغيرات قوية لتقاطع بين الخلايا والوصلات العصبية عبر تيار من المعلومات. كما أن هذه الأعصاب يوجد عليها نوع من اثنين من المستقبلات المسئولة عن السعادة، عن طريق هرمونات معينة مثل الدوبامين وعلى هذا الأساس يمكن تصنيف هذه الأعصاب لنوعين «D1وD2»؛ تبعًا لنوع المستقبل الذي يوجد عليها، فالأعصاب التي تملك المستقبل الأول «D1» تكون مسئولة عن التحفيز والإستثارة وزيادة الرغبة في فعل الشيء. أما المستقبل «D2» فعلى العكس تمامًا، فهو يثبط ويخمل ويقلل الرغبة في فعل الشيء.
من أجل ذلك عندما تكون خلايا «D1» نشطة؛ فهي تتحكم في التصرف وتزيد من رغبة تناول الكحول. لكن هذا يقودنا لحلقة مُفرغة، فتناول الكثير من الكحول سيجعلك أقل نشاطًا وبالتالي يدفعك للشرب أكثر. فكر العلماء أن هذا ربما يرجع للإختلاف في الشكل البنائي للخلايا العصبية الشوكية، والتي تثار بفعل الكحول. وبالمقارنة بينها وبين العينة الصحية للفئران المتعرضة للكحول، فقد وجد لديها تفرعات عصبية أطول وأنضج، وهذا بالنسبة للنوع «D1». ومن المثير للإهتمام أن عدد الخلايا الشوكية لم يختلف بين المجموعتين، لكن على الناحية الأخرى النوع «D2» فنفس الإختلافات في الخلايا الشوكية لم يكن ملاحظ. وبالتعمق أكثر، قام الفريق باحضار فأر، وقاموا بعمل تعديل فيه بحيث إن الخلايا المسئولة عن «DSM» -التي تسمى بالخلايا العصبية الشوكية المتوسطة- أصبحت فلوروسنتية. الأعصاب الخيطية الرفيعة الشبيهة بخيوط العنكبوت تملك تراكيب متفرعة بارزة منها، وتخدم كنقط إدخال. وبتعريض الفئران بصورة مستمرة للكحوليات؛ وجد الباحثون أن النوع «D1» أصبح مثار بصورة أكبر.وأضاف الباحث «وانغ - Wang»: «إذا أصبحت الخلايا العصبية مثارة، فسوف تزداد رغبتك في تناول الكحول».
ولأن التعديلات كانت على الشكل الظاهري للخلايا الشوكية،والتي تلعب دورًا مهما في الليونة المتشابكة ولها علاقة بعملية التعلم والذاكرة؛ اعتقد العلماء أن الكحوليات تقول بعمل تعديلات من الممكن أن تطور إدمان الكحول. ولما كان الدوبامين يدخل في تكوين الأدوية المنشطة بشرط إن تأثيره يكافيء تمامًا المخدرات، دوره في الإدمان كان أقل وضوحًا، وهذا قد أعلن في نتائج هذه الدراسة وتم نشره في مجلة العلوم العصبية، واتضح أن مستقبلات «D1» متورطة في الإدمان.
ترجمة: ماجي صلاح | تدقيق: هبة مطاوع | تصميم: أفنان أبوزيد | إعداد: هالة غيضان