دراسة تكشف نقطة ضعف للميكروب المُسبب للمرض البكتيري «MRSA»
بكتيريا المكوّرات العنقوديّة نوعٌ من البكتيريا المُخيفة الّتي تُهدِّدُ البشر؛ فهي مسؤولةٌ عن طيفٍ واسعٍ من الأمراضِ البشريّة، انطلاقًا من البثور المُزعجة ووصولًا إلى التهابِ السّحايا الفتّاك. انتشرت هذه البكتيريا بشكلٍ كبير وأصبحت مُقاوِمةً لكثيرٍ من المُضادّاتِ الحيويّة، وما يجعلها أكثرَ خطورةً أنّها تُصبِحُ مُضادّةً للعِلاج! ولكن آخيرًا وجدَ الباحثونَ طريقةٍ من شأنها الحدُّ أضرارها الّتي تُصيب المريض، أي قد باتَ بإمكانهم تحسينُ فُرصِ البقاء للمرضى المُصابين بالالتهابِ الرّئويّ.
واحِدٌ من أبرزِ أسلحةِ البكتيريا العنقوديّة هو «سُمُّ ألفا – α-toxin» الّذي يتخلّل جدارَ الخليّة المُصابة ويُدمِّرُ الأنسجةَ على نطاقٍ واسع، هذهِ الدِّراسةُ حدّدتِ العنصرَ الموجودَ في الخلايا والّذي يسمحُ بحدوثِ فوضى تأثيرِ السُّمّ. المسؤولُ المُذنِبُ في ذاكَ كُلِّه هو بروتين «PLEKHA7» وقد تمّ اكتشافُه من قِبَلِ فريقٍ من باحثي «جامعةِ جنيف – University of Geneva» (UNIGE)». لاحظ الباحِثونَ أوّلًا أنّ الخلايا غير الحاملة للبروتين المذكور أعلاه كانَت لها القُدرة على التّعافي مِن سُمِّ بكتيريا «Staphylococcus aureus» على عكسِ الخلايا الحاملة لهذا البروتين! ثُمَّ نقلوا تجربتهم إلى الفئرانِ المُعدّلةِ وراثيًّا لئلّا تُنتِجَ البروتين المذكور أصلًا، وانتهوا إلى ذاتِ النّتيجة، وبتطبيقها على أمراضٍ أُخرى كالالتهابِ الرّئويّ خلَصوا إلى النتيجة نفسها! وآخيرًا حاولَ العُلماءُ تفسيرَ نتيجتهم، وافترضوا أنّ وجود بروتين «PLEKHA7» يُعزِّزُ التّدميرَ الذّاتيّ للخلايا والّذي بدورهِ يجعلُ المرَض أسوأ بمراحل.
بالنهاية، عديدة هي الدِّراساتُ الّتي تتجهُ حاليًّا نحو إيجادِ طريقةٍ لتثبيطِ بروتين «PLEKHA7» وإيقافهِ عن العمل، وبالتّالي الحدّ من الأضرار الّتي تُسبِّبُها السُّلالات البكتيريّة المُقاوِمة للمُضادات الحيويّة.
إعداد: نِهال عامر حلبي | ترجَمة: خلود المهديّ | تدقيق: حسن خروب | تصميم: أفنان أبو زيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.