Text to Search... About Author Email address... Submit Name Email Adress Message About Me page ##1## of ##2## Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sept Oct Nov Dec



404

عذرًا، هذه الصفحة غير متاحة
الصفحة الرئيسية

6/carousel3/التكنولوجيا الحيوية

4/block4/الهندسة الحيوية

4/block4/الزراعة الحيوية

4/block4/الطب الجُزيئي

أحدث المقالات

اكتشافُ بكتيريا في مومياوات جبال الإنديز لديها مورِّثات لمقاوِمة المضادّات الحيويّة

0



اكتشافُ بكتيريا في مومياوات جبال الإنديز لديها مورِّثات لمقاوِمة المضادّات الحيويّة


• اكتشافُ بكتيريا في مومياوات جبال الإنديز لديها مورِّثات لمقاوِمة المضادّات الحيويّة

جِبال الإنديز من المناطِق المتميّزة جدًّا بطبيعتها الخلّابة الّتي تجمعُ بين الجفاف والبرودة بشكلٍ لا يُصدَّق، ما يجعلُها مؤهّلة لتكون بيئةً مثاليّة للتّحنيط الطّبيعيّ الّذي حصلَ للشّعوب القديمة المدفونة منذ آلاف السّنين، وهذا يُقدِّمُ لعلماء الآثار نظرةً تفصيليّة فريدة حول الحياة الّتي عاشها النّاس هناك بدءًا بالثّياب الّتي كانوا يرتدونها وصولًا إلى الوجبات الّتي تناولوها قبل الموت. كان لباحثين التّقانات الحيويّة أيضًا نصيبٌ وافرٌ من المعلومات الّتي قدّمتها المومياوات المُحنّطة في الإنديز منذ عصور؛ إذ أعطت لمحةً وافرةً عن كيفيّة تغيًّر «الميكروبيوم البشريّ – Human Microbiome» على امتداد الزّمن، والميكروبيوم عبارة عن مجموع الميكروبات (الكائنات الحيّة الدّقيقة) المُتعايشة في جسم الكائن الحيّ. لقد أخذ العُلماء عيّنة من أمعاء أُنثى وُجِدَت في «البيرو – Peru» تعود إلى ما بين 980 و1170 ق.م، واستطاعوا سَلْسَلَة أجزاءٍ من جينوم الميكروبيوم الخاصّ بها ومعرفة السّبب الّذي أدّى إلى وفاتها، ومن المُثير للاهتمام اكتشافهم أنّ البكتيريا تحمل مورِّثات ترتبط بمقاومة المُضادّات الحيويّة ممّا يدلّ على أنّ هذه السّمة تسبق الاستخدام العِلاجيّ للمُضادّات الحيويّة!

المومياء في الأصل من مدينة «إنكا – Inca» بمقاطعة «كوزكو – Cuzco» في البيرو، وقد اكتُشِفَت في النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر وتمّ نقلُها إلى إيطاليا، كانت الأنثى الّتي يُعتقَدُ أنّها في العشرين من عمرها عند الوفاة مُقيّدةً في وضعيّة الجنين داخل سلّة بحيث لا يُرى منها عبر فجوةٍ سوى الوجه وأجزاء من اليدين، وبينما كان الرّأس أشبه بهيكلٍ عظميّ، كان باقي الجسم سليمًا بشكل ملحوظ نتيجة البيئة الباردة الجافّة المُحيطة بكوزكو. إبّانَ تشريحِ جُثّة المومياء، حصلَ فريقُ الباحثين على بعض التّلميحات حول سبب الوفاة المُفاجِئة للجثّة؛ كان القلب والمريء والقولون متورّمِين بشدّة، مع احتواء القولون على كمّيّات كبيرة من «الفضلات الأحفوريّة – Paleo feces» أي البُراز القديم، وتلك الأعراض تُشير إلى الإصابة بحالة مُزمنة من «داء شاغاس – Chagas’ disease» المعروف بـ «داء المثقبيّات الأمريكيّ – American Trypanosomiasis» الّذي يُسبّبه طُفيل يُدعى: «التّريبانوزوما (المثقبيّة) الكروزيّة – Trypanosoma Cruzi» وهو مرض مستوطن في أمريكا الجنوبيّة لا يزال يُصيب حوالي 7 ملايين شخص حول عالمنا اليوم، وبعد تحليل الحمض النّوويّ للعيّنات عثروا على سلسلة «T.cruzi» فتأكّدت شكوكهم السّابقة.

عندما فحصَ الباحثون عيّنات الأمعاء وجدوا في القناة الهضميّة أنواعًا بكتيريّة من سلالة «المِطَثـيَـّة (الكلوستريديوم) – Clostridium» في حين احتوى البُراز البشريّ القديم على «Turicibacter» وسُلالات من «فيروس الورم الحُليميّ البشريّ – Human Papillomaviruses» غيرَ أنّ ما أدهشَ العُلماء أكثر من سواه هو اكتشاف المورِّثات المُقاوِمة للمضادّات الحيويّة، كالبروتينات المُرتبطة بالبنسلين، ونواقل الأدوية المُتعدّدة الّتي تُسهم في تنقُّل المُركّبات خارج الخليّة. تُشير هذه النّتائج إلى أنّ المورّثات اللّازمة للبكتيريا حتّى تقاوم المُضادّات الحيويّة كانت موجودةً بالفعل في الكائنات الحيّة الدّقيقة لفترةٍ طويلة تسبق الاستخدام واسع النِّطاق لهذه الأدوية، ورغمَ أنّ العِلاجات الحديثة قد أدّت إلى زيادة انتشارها، إلّا أنّها على ما يبدو لم تكن السّبب في ظهور المُقاومة الأصليّة لتلك المُضادّات.


إعداد: نِـهال عـامر حلبـي | ترجَمة: دينـا حمـد الله | تدقيق: حسـن خـروب | تصميم: عبـد العزيـز السّـايح