تقنية جديدة لعلاج سرطان المبيض
• تقنية جديدة لعلاج سرطان المبيض
يعد السرطان من أخطر الأمراض التي نواجهها بأنواعه المختلفة تبعًا للمكان الذي يحصل فيه وسنتكلم عن طريقة جديدة لعلاج نوع خطير جدًا من السرطان وهو سرطان المبيض. كانت تتوقع الجمعية الامريكية لمرض السرطان أنه في 2015 سيتم التعرف على حوالي 21,290 حالة سرطان مبيض جديدة و14,180 امرأة سيتوفون في الولايات المتحدة بسببه، وهذا يبين الخطورة الشديدة لسرطان المبيض. فالطريقة المعتادة لعلاج سرطانات المبيض في الغالب تتم عن طريق جراحةٍ لاستئصال الورم وعلاج بالكيماوي؛ للقضاء على بقايا الخلايا السرطانية التي تتواجد بعد الجراحة. فكر العلماء في محاولة اكتشاف طريقة جديدة للعلاج، وذلك لضمان استئصالٍ أفضل للورم بالجراحة الموجهة بالصور«image guided surgery» - بتضمن للجراح الدقة - واستخدام العلاج بالـ«phototherapy» أثناء العملية، وهو العلاج الذى يتم بتوجيه نوعٍ معين من الأشعة على المكان المصاب. حاليًّا يبحث العلماء في عمل علاج قابل للتحلُّل باستخدام تقنية النانو، يكون له القدرة على تمييز وتدمير الخلايا السرطانية في المبيض والتي تتواجد بعد إجراء جراحة استئصال الورم. ويعمل مجموعة من الباحثين في هذا المجال بدراسة إمكانية قيام جزيئات معينة اسمها «fluorophores» على أن تعمل كجهاز تعقبٍ داخلي يحقن في مسار الدم قبل العملية الجراحية ليقوم بتوجيه وإرشاد الجرَّاح لأماكن الخلايا السرطانية المتبقية. الـ«fluorophores» عبارة عن مركبات كيميائية لها القدرة على أن تشع ضوء بعد استثارتها عن طريق تعرضها لضوء أو اشعاع كهرومغناطيسي. فالتقنية الجديدة عن طريقها يتم تحديد موقع خلايا سرطان المبيض في الجسم عن طريق «fluorescent signal» ومن ثم تدمير الخلايا السرطانية بالحرارة.
وقد قام الباحثون بصنع بوليمرات من الجسيمات النانوية «nanoparticles» القابلة للتحلُّل مُحمَّلة بمركب «السليكون نفثالوسيانين - silicon naphthalocyanine» فيذهب للخلايا السرطانية ويتراكم فيها، وهذا المركب له خصائص مهمة جدًا لأنه عند تعرضه للأشعة التحت الحمراء القريبة «near infrared» يتم امتصاصها بنسبة كبيرة. وهذه الطاقة الممتصة جزء منها يشع في هيئة ضوء ولهذا تضيء وتتوهج خلايا السرطان عند تعرضها لهذه الأشعة (فيستطيع الجراح التعرف بدقة أكتر على الخلايا السرطانية ويستأصلها) وجزء منها يخرج على هيئة حرارة وجزء يُستخدم ليُخرج «reactive oxygen species» وهي جزيئاتٌ نشطة كيميائيًا، هذه الجزيئات والحرارة التي تخرج تعمل على تدمير وقتل أيّ خلايا سرطانية متبقية. وتعمل بوليمرات الجسيمات النانوية على توصيل هذا المركب للخلايا السرطانية التي تحتاج للعلاج. وبعدما أقروا بفاعلية البوليمرات تم تجريبها وحقنها عن طريق أوردة فئران مصابة بسرطان المبيض، وجدوا أنَّ البوليمرات المحملة بالسيليكون نفثالوسيانين تتراكم في الأورام بعد حوالي 24 ساعة كما أثبتوا أنها أزيلت من جسم الحيوان في خلال 96 ساعة. وهذا يتوافق مع متطلبات الإدارة الأمريكية للأغذية والدواء (يشترط خلوّ جسم المريض من الـ «contrast agents» وهذه المواد المستخدمة لتساعد في التصوير بالأشعة وتمييز الخلايا خلال فترة ليست كبيرة). وبعد حقن الفئران بالمركب عرَّضوا أماكن الأورام للأشعة تحت الحمراء القريبة لمدة عشر دقائق، فمن خمس فئران جرت عليهم التجربة 100% أظهروا إبادة كاملة للورم من غير تكرار الإصابة بالسرطان حتى بعد شهر وأثناء الدراسة على هذه الفئران لم يحدث أثناء العلاج نقص في الوزن أو أي تغير في السلوك أو موت.
ترجمة: فاطمة محمد | تدقيق: حسن خروب | إعداد: عمر عادل