دراسة تفيد استخدام الخلايا لآليات لألتهام بعضها قبل أن تصبح سامة
اكتشف العلماء لأول مرة طريقة مهاجمة عدسة العين لأي عدو لها، وذلك عن طريق تقنية تشابه لعبة «PAC-MAN» حيث تدمر وتلتهم أي عدو خارجي. تشعر خلايا عدسة العين المتقاربة من بعضها بموت إحدى الخلايا تأثرًا بالمؤثرات البيئية المختلفة مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو التدخين أو أي ملوثات أخرى، وتعمل الخلايا الأخرى على التهام هذه الخلية قبل أن تصبح سامة. لم يكتشف العلماء هذه الآلية فحسب بل اكتشفوا أيضًا الجزيئات المؤثرة في هذه الآلية، وكشفوا عن أن هذه الجزيئات تتحلل عن طريق الأشعة فوق البنفسجية وبالتالي تفقد الخلايا قدرتها على التهام بعضها. طورت خلايا عدسة العين أنظمة لحمايتها وإصلاح أي خلل للحفاظ على وظائفها في مواجهة الظروف البيئية، لكن كيف استطاعت تطوير هذه الأنظمة؟ عمل الباحثون في هذه الدراسة الجديدة على جعل خلايا العدسة السليمة إزالة بقايا الخلايا الميتة ومن خلال ذلك تعرفوا على الآلية المستخدمة. وقال أحد الباحثين المشاركين في الدراسة «إن تجمّع الخلايا الميتة سام للخلايا الطلائية، والتي تشمل القرنية، والجلد، والرئة، وأنسجة أخرى. وهو مرتبط بأمراض المناعة الذاتية، والالتهابات، والشيخوخة. وإن التعرف على أنظمة الخلية التي تحميها من موت الخلية المبرمج هو خطوة مهمة لفهم وتطوير أدوية لعلاج الأمراض».
وباستخدام خلايا جذعية لعدسة العين من الدجاج صمم الباحثون عدسة متوهجة باللونين الأحمر والأخضر بدلًا من الخلايا الطبيعية، وأطعموا الخلايا المتوهجة باللون الأخضر للخلايا المتوهجة باللون الأحمر فتحولت إلى اللون الأصفر. تتبع الباحثون هذه الخلايا الهاضمة باستخدام المجهر «Real-time microscope»، واستخدموا أجسامًا مضادةً لجزيئات معينة لتحديد الجزيئات التي تحتاجها الخلايا لالتهام بعضها. أخيرًا، وضح أحد الباحثين بأن «20% من حالات الماء الأبيض- وهو مرض يصيب عدسة العين- مرتبطة بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك فإن معظم الناس تصاب بهذا المرض، وسيؤدي عملنا إلى تطوير علاج للماء الأبيض دون الحاجة للعمليات الجراحية وهي الطريقة الوحيدة للعلاج حاليًا».
إعداد: نور ملكاوي، عصام وليد | ترجمة: علياء مصطفى | تدقيق: هبة مطاوع | نشر: سارة محسن
