تدميرالخلايا الهَرِمَة في الفئران يجعلها تعيش لفترة أطول
عندما يبدأ الحيوان مرحلة الشيخوخة؛ فإن جميع أجزاء جسمه تحتوي على خلايا فقدت قدرتها على الانقسام، هذه الخلايا تسمى «الخلايا الهرمة - Senescent Cells»، هذه الخلايا تطلق جزيئات من الممكن أن تؤذي أو تضر الأنسجة القريبة منها. «الخلايا الهرمة - Senescent Cells» ترتبط بأمراض كبر السن مثل الفشل الكلوي وداء السكري من النوع الثاني. ومن أجل اختبار دور الخلايا في الشيخوخة؛ فقد قام علماء البيولوجيا الجزيئية بعمل تعديل على فئران بحيث إن خلاياهم الهرمة تموت عندما يتم حقنهم بدواء معين، وقد ترتب على إزالة تلك الخلايا مد فترة الحياة الصحية للفئران؛ مما يدل على أن طرق العلاج التي تستهدف القضاء على الخلايا الهرمة أو منع تأثيرها ربما يساعد في القضاء على الأمراض المصاحبة لكبر السن في الإنسان.
هذا البحث يكمل دراسة تمت عام 2011، وقد اكتشف الفريق أيضًا أن إزالة الخلايا الهرمة أدى إلى تأخير بداية أمراض كبر السن في الفئران، بالرغم من أن هذه الدراسة تم عملها على فئران مصابة بطفرة تسبب الشيخوخة المبكرة. فالفئران التي تم القضاء على خلاياها الهرمة ، كانت صحتهم أفضل من مجموعة الفئران التي تم تعديلها وراثيًا بإضافة جينات فيها بحيث أن الخلايا الهرمة تتراكم فيها تدريجيًا، فقد كانت الكلى لديهم في حالة أفضل والقلب أيضًا كان أكثر مرونةً لعوامل الضغط والإجهاد وقد كان لديهم ميل أكثر لاستكشاف الأقفاص.
ومع اختلاف النظريات حول هذه الخلايا، واعتقاد بعض العلماء أن هذه الخلايا تظهر كآلية لحماية الجسم من تطوير ورم سرطاني ونظريات أخرى عكسها؛ ترى أن تراكم هذه الخلايا يعزز ويساعد في تكوين الأورام، فالفئران التي تم إزالة الخلايا منها كان بالفعل يظهر بها أورام مثل الفئران العادية، ولكن نمو الورم كان أبطيء وبالتالي فإن موت الفئران بسبب الورم كان في سنٍ متأخرة أكثر عن الفئران العادية. فإزالة الخلايا الهرمة قد مدَ عمر الفئران بحوالي 20 - 30% أو أكثر. الآن بدأ العلماء بالفعل في البحث عن علاج لديه القدرة على تدمير الخلايا الهرمة مباشرة أو إنه يتم ايقافها عن إنتاج العوامل التي تضر الأنسجة المجاورة في محاولة لاستكشاف علاجات لأمراض الشيخوخة. هل تعتقد أنه من المكن يومًا ما أن نصل للتخلص تمامًا من كل الأمراض المتعلقة بكبر السن؟ وهل يمكن أن تكون هذه الأبحاث خيطًا يوصل العلماء للهدف الذي يحاول الكثير منهم الوصول إليه، وهو مد حياة الإنسان؟
ترجمة :فاطمة محمد | تدقيق :إسراء عنبر | مراجعة :هبة مطاوع | نشر :سارة محسن | إعداد :هالة غيضان
