دراسة تكشف عن جينات ذات صلة بالشيزوفرينيا قد تكون سببًا مباشرًا لها
• دراسة تكشف عن جينات ذات صلة بالشيزوفرينيا قد تكون سببًا مباشرًا لها
تستيقِظُ صباحًا على أنّك أنت، لتنامَ ليلًا وأنتَ شخصيّةٌ أخرى! كلّا ليس تمثيلًا، إنّه «الفُصام – Schizophrenia». لطالما اعتقدنا أنّه مرَضٌ نفسيٌّ أو عقليّ، غيرَ أنَّ عامِلًا وراثيًّا ظهرَ للعيان؛ إذ عرفَ الباحثون عن طريقِ الدِّراسات السّابقة أنّ واحدًا من أقوى التّنبّؤات الجينيّة حول خطر الإصابة بالفُصام تمّ العثور عليه ضمن منطقة من الحمض النّوويّ الموجود على الصّبغيّ (الكروموسوم) السّادِس، إنّها مورِّثةٌ (جِين) تُعدّ مُتممةً في عملها للمورِّثة رقم 4، هذا ما يُفسِّر تسميتها بـ «المُكوِّن المُتمّم 4 – Complement Component 4»، اختصارًا «C4»، وهي معروفة بمُشاركتها في المناعة. تُسهم المورِّثة «C4» في القضاء على تشابُكات الخلايا العصبيّة في مناطق اتّصالها الوظيفيّ ببعضها البعض، والمعروفة باسم: «المَشابِك العصبيّة – Synapse»، ذلك عبر عمليّة «التّشذيب المشبكيّ – Synaptic Pruning» الّتي تحدُث عند البشر طبيعيًّا في سنّ المُراهقة، وقد توقّع الباحثون أن يؤدّي التّقليم المُفرِط أو غير المُناسب للمشابك العصبيّة إلى تطوّر الفُصام، وأوضحوا أنّ هذا يُفسِّر سبب ظهور أعراض انفصام الشّخصيّة لأوّل مرّة في سنوات المُراهقة.
سحبَ الباحثون من قاعدة بيانات الجينوم معلوماتٍ عن المورِّثة «C4» من 28,800 فردًا مُصابًا بالشّيزوفرينيا، و36 ألف فردًا سليمين من المرض، على امتداد 22 دولة مُختلفة، وكانت النّتيجة أن كلّما ارتفعت مستويات نشاط الـ «C4» ازداد خطر إصابة الشّخص بالفُصام، وتمّ التّأكُّد من ذلك عبر إجراء التّجارُب على الفئران أيضًا. هُناكَ حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث للتّحقُّق من صحّة النّتائج، لكن إذا كانت النّظريّة صحيحة، فإنّ هذه الدِّراسة ستكون ضمن أولى المرّات الّتي وجد الباحثون فيها تفسيرًا بيولوجيًّا للصّلة بين مورِّثات مُعيّنة وانفصام الشّخصيّة، وبناءً على أقوال المُشاركين في البحث فمن المُمكن يومًا ما تطوير عِلاج جديد للفُصام وفقًا لهذه النّتائج الّتي من شأنها أن تستهدف سببًا أساسيًّا للمرض عِوضًا عن مُكافحة الأعراض فقط، على عكس العِلاجات الموجودة حاليًّا، إضافةً إلى إمكانيّة العمل على تعديل الأدوية المُضادّة للـ «الذُّهان – Psychotic» بحيث تُعالج تشذيب المُشابك العصبيّة، عدا عن استغلال علاقة المورِّثة «C4» بالجهاز المناعيّ في تطوير العِلاج.
إعداد: نِـهال عـامر حلبـي | ترجَمة: أسـمَاء سـعيد | تدقيق: سـماح بهيـج | مُراجعة: إسـراء عنبر | تصميم: تُقـى عـلاء