سموم بعض الثعابين تتغلب على الإصابة بِداء الزهايمر
• سموم بعض الثعابين تتغلب على الإصابة بِداء الزهايمر
بروتينٌ سامّ يُدعى «أميلوئيد بيتّا – Amyloid Beta» يعتقِدُ العُلماء أنّ له دورًا في بداية مرَض الزّهايمر، ففي الأشخاص الأصحّاء يتمّ تكسير هذا البروتين بواسطة إنزيمات خاصّة مُباشرةً عندَ تكوينه، في حين أنّ الإنزيمات لدى المرضى لا تعمل بدقّة عالية ممّا يجعل البروتين يتجمّع ويترسّب في مناطق الدِّماغ المسؤولة عن الوظيفة المعرفيّة، وهذا يؤدّي إلى خلل في الدّماغ يُسبّب لاحقًا «الخَرَف – Dementia»! يلجأ صُنّاع الأدوية إلى عقاراتٍ تُحفِّز تلك الإنزيمات على العمل ثانيةً، خصوصًا عِندَ مَن هُم لا يزالون في المراحِل الأولى من المرض حيثُ يكون البروتين في بداية ترسُّبه، وتبعًا لدراسةٍ نُشِرَت في مجلّة «Nature»، فقد اكتشفَ الباحثون جُزيئًا في سمّ الثّعبان عُدَّ أفضلَ مُرَشَّحٍ لتصنيع هذه الأنواع من الأدوية؛ يعمل الجُزيء على تنشيط إنزيمات تَكسُّر أميلوئيد بيتّا في الدِّماغ، البروتين الّذي يُعدّ السّبب الرّئيس لمرض الزّهايمر.
أمضى د. «سانجايا كوروبّو – Sanjaya Kuruppu» أغلب حياته البحثيّة في دراسة سموم الثّعابين ليتمكّن من إيجاد موادّ مُناسبة لصناعة الأدوية، وعندما بدأ دراسة مرَض الزّهايمر، لاحظ أنّ سمَّ ثُعبانٍ مُعيّن سيكون الأفضل ليبدأ منه. كان يبحثُ عن جُزيء يستحثّ إنزيمات تكسير لويحات الأميلوئيد المُترسّب، واستطاع أثناء بحثه في أنواع السّموم المُختلفة للثّعابين العثور على جُزيء واحد قادر على تحفيز نشاط نوعين من تلك الإنزيمات، تمّ استخلاص هذا الجُزيء من سُمّ أفعى الحُفَر «Pit viper» القاطِنة لأمريكا الوسطى والجنوبيّة. استطاع د. كوروبّو وزملاؤه من أستراليا تطوير إصدارات مُصنّعة من الجُزيء المذكور آنِفًا، وأظهرَت الاختبارات الأوّليّة على خلايا البشر في المَعمل أنّ هذه النُّسخ الصّناعيّة تمتلك ذات التّأثير الخاصّ بالجُزيء الأصليّ الموجود في سُمّ الثّعبان.
إعداد: نِـهال عـامر حلبـي | ترجَمة: نـوران رِزق | تدقيق: سَـماح بهيـج | مُراجعة: إسِـراء عنبـر | تصميم: أحمـد مجـدي
