Text to Search... About Author Email address... Submit Name Email Adress Message About Me page ##1## of ##2## Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sept Oct Nov Dec



404

عذرًا، هذه الصفحة غير متاحة
الصفحة الرئيسية

6/carousel3/التكنولوجيا الحيوية

4/block4/الهندسة الحيوية

4/block4/الزراعة الحيوية

4/block4/الطب الجُزيئي

أحدث المقالات

ماذا لو كان للمُجرم توأمًا متطابقًا؟! كيف سيتم التعرف عليه!

0



تكنولوجيا حيوية, تقنية حيوية, بيوتكنولوجي, تكنولوجيا حيوية حمراء, علوم المستقبل, توأمًا متطابقًا, حمض نووي, هندسة حيوية, جريمة, .
ماذا لو كان للمُجرم توأمًا متطابقًا؟! كيف سيتم التعرف عليه!

• ماذا لو كان للمُجرم توأمًا متطابقًا؟! كيف سيتم التعرف عليه!

أثبتت اختبارات البصمة الوراثية أنها أداة ثورية في التحقيقات الجنائية، كوسيلة فعالة للتعرف على المشتبه بهم وتبرئة المتهمين وإدانة المجرمين الحقيقيين. إلا أنه على الرغم من ذلك، فإنها مثل أي تقنية لها حدود، وعلى رأس تلك التحديات التي تواجهنا كنتيجة لاستخدام هذه التقنية هي القضايا التي تتضمن توائم متطابقة، الأمر الذي تسبب بإثارة الجدل حول محاور تقنية، قانونية وأخلاقية عديدة حتى الآن. على جانب آخر فإن الحقائق العلمية توضح أنه كلما زادت صلة القرابة بين انسان وآخر، كلما كانت البصمة الوراثية لكلاهما أكثر تشابها. فعلى سبيل المثال، إذا افترضنا ان فردين تم اختيارهم عشوائيًا ولا صلة قرابة تجمع بينهم فإن احتمال تشابه احماضهم النووية هو واحد في المليار. أما من تجمعهم صلة قرابة فإنه قد تنخفض تلك الاحتمالية لتصل إلى واحد لكل عشرة آلاف. علاوة على أن التوائم المتطابقة يتشاركون نفس البصمة الوراثية.

في الوقت الحاضر، تتمثل المشاكل الأساسية ضمن إطار التحقيقات الجنائية التي تعتمد على البصمة الوراثية، في معايير أخلاقية تفترض أنه من الأفضل إطلاق سراح عشر مذنبين على أن يتم الحكم بالسجن على بريء واحد. إذا كانت المحكمة لا تمتلك القدرة على كشف من هو المتهم بين توأمين متطابقين، فإن القاضي يكون وقتها مسؤول عن إطلاق سراح كلا التوأمين. وفي حقيقة الأمر، أنه قد طرئ علينا العديد من القضايا التي كان للمتهمين توأم متطابق. مما أجبر باحثون الوراثة الجنائية على محاولة التوصل لحل تلك المعضلة.


مؤخرًا، في بحث تم نشره بدورية «الكيمياء الحيوية التحليلية - Analytical Biochemistry»، تم الكشف عن طرق من شأنها إيجاد فروق حقيقية في البصمة الوراثية التي يتشاركها التوائم المتطابقة. أحد تلك الطرق هي تقنية تُدعى «تحليل الطفرات – Mutation Analysis»، حيث يتم الكشف عن التسلسل الكامل للحمض النووي لكلا التوأمين للتعرف على الطفرات التي اكتسبها جينوم كل منهم على مدار فترة حياتهم. بالتالي إذا تم التعرف على طفرة في موقع ما على الحمض النووي لأحد التوأمين، فإنه يُمكن البحث عن تلك الطفرة تحديدًا في عينات الحمض النووي التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة. إلا أن واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها تلك التقنية رغم كفاءتها هو مدى استهلاكها للوقت علاوة على تكلفتها التي من غير المُرجح تحملها من قِبل قوات الشرطة.

قام الباحثون كنتيجة لذلك بالكشف عن تقنية أخرى فعالة كما أنها تتميز بالسرعة والتكلفة الزهيدة بالمقارنة مع تقنية تحليل الطفرات. المبدئ الأساسي الذي تقوم عليه هذه التقنية يتمثل فيما يُدعى بـ «ميثلة الحمض النووي - DNA Methylation» والتي تُعد الآلية الأكثر كفاءة في الحمض النووي للتحكم في إمكانية عمل الموروثات من عدمها.


لنتعرف على كيفية استخدام هذه الآلية في الكشف عن فروق حقيقية بين توأمين متطابقين، دعونا نستوضح الأمر بمثال، حيث إنه من المعروف أن كل الخلايا تحمل نفس الموروثات، فخلايا المخ على سبيل المثال تحتوي على الحمض النووي الذي يشتمل بدوره على موروثات خاصة بإنتاج الدماء، إلا أن وظيفة خلايا المخ ليست انتاج الدماء لأنه قد تم ابطال تفعيل هذه المجموعة من الموروثات المسئولة عن تلك الوظيفة وغيرها من الوظائف التي لا صلة لها بطبيعة مهمة خلايا المخ. من هنا يجب أن نعرف أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ميثلة الحمض النووي التي تتحكم بدورها في تفعيل الجينات أو عدم تفعيلها، إلا أنه على رأس تلك العوامل هو العامل البيئي الذي له تأثير محوري منذ الولادة.

فأثناء تقدم التوأمين بالعمر، تتعاظم بينهم الاختلافات كلما كانوا أكثر عرضة لعوامل بيئية مختلفة، فقد يُصبح أحدهم مُدخنًا وقد يحصل الآخر على وظيفة مبيعات مُرهقة بينما الأول لديه وظيفة مكتبية روتينية. كل هذه العوامل ستتسبب بلا شك في تغيرات محورية في حالة ميثلة أحماضهم النووي.


وللتمكن من التوصل لهذه الاختلافات، تم استخلاص الحمض النووي من عينة ثم تعرضت لما يُعرف بالـ «bi-sulfite treatment». يستهدف هذا التفاعل مناطق الحمض النووي التي تعرضت للميثلة ويقوم بتغيير قواعدها النيتروجينية تبعا لذلك. وإذا كانت هناك منطقة من الحمض النووي تعرضت لعملية الميثلة بشكل واضح فإن تتابع الحمض النووي سيتغير كذلك بنفس المنطق بعد تعرضه لنفس التفاعل. فعلى سبيل المثال تتبدل القاعدة النيتروجينية السيتوزين (C) بالثايمين (T). وتلك الخصائص الجديدة للحمض النووي يتم اكتشافها عن طريق عملية كشف التسلسل للجينوم ككل، ولكن مرة أخرى فإن تلك العملية مكلفة جدا، لذا فإنه بدلًا من ذلك تم استخدام تقنية أخرى تُدعى «High Resolution Melt Curve Analysis (HRMA)».

إن الحمض النووي للإنسان يتكون من قسمين يترابطان معا بما يُعرف بالروابط الهيدروجينية والتي ترتبط من خلالها القواعد النيتروجينية. فإذا كان هناك تسلسل من الحمض النووي يغلب عليه ارتباط قاعدتين مثل الجوانين (G) والسيتوزين (C) وتعرضوا لعملية الميثلة فإن عند تعريضهم للتفاعل الذي أسلفنا ذكره تتبدل تلك القواعد وتقل الروابط الهيدروجينية فيها. حيث ان التفاعل يقوم بتعريض الحمض النووي لدرجات حرارة عالية يكسر من خلالها الروابط الهيدروجينية وكلما كان عدد الروابط الهيدروجينية أكبر في الحمض النووي كلما احتاج لدرجة حرارة أعلى لكسرها. لذلك إذا كان حمضا نوويًا لأحد التوأمين يحتاج لحرارة أكبر من الآخر كنتيجة لتعرضه لعملية الميثلة بشكل كبير، فإنه بالتالي قد تم التفريق بين كلا التوأمين بناء على اختلاف درجة الحرارة التي يحتاجها كل حمض نووي اثناء التفاعل.

وأخيرًا، فإن تلك الدراسة قد نجحت في إيجاد فروق حقيقية بين توأمين متطابقين من خلال أحماضهم النووية باستخدام هذا التفاعل. إلا أنه على الرغم من ذلك مازالت هناك بعض التحديات. لأن الأمر يعتمد في النهاية على وجود درجة من التباين بالفعل بين البيئات التي نشأ فيها كل من التوأمين، لذلك سيكون من الصعب التفريق بين الأحماض النووية لتوأمين نشأوا في نفس البيئة تقريبا، بالتالي لم يتعرض أحدهم بشكل كافي لعملية الميثلة بدرجة مناسبة تجعل الباحثون قادرين على كشف اختلاف بين كلا التوأمين من خلال تفاعل الـ (HRMA). علاوة على أن هناك تباين في درجات عملية الميثلة إذا ما قمنا بتحليلها من عينات مختلفة من نفس الشخص. مما يعني أن الباحثين يحتاجون لعينة من نفس مصدر العينة الموجودة في مسرح الجريمة. الأمر الأخير، أنه لإجراء التفاعل فإننا نحتاج لعينة ذات حجم كبير نسبيا يبلغ حوالي المئة نانوجرام، والذي سيكون أمر صعب توفره من خلال عينات تم استخلاصها من موقع الجريمة.

- المصدر